بدأ كل شيء في 15 مارس 2015، عندما كنت أستعد للذهاب إلى العمل. بعد الحمام كنت أضع لوشن على جسمي فشعرت بوجود ورم في ثديي الأيمن. أنا غالبا ما افحص ثديي وأنا أعرف أن هذا الورم لم يكن هناك من قبل. منذ أن كنت قد أجريت عملية جراحية مرتين على صدري الأيسر لإزالة الأورام الليفية، كنت أعرف أن هذا مختلفا. ذهبت إلى عيادة الموظفين لفحصه. طلب مني عمل تصوير الثدي بالأشعة واجراء فحص بالموجات فوق الصوتية، وبعد ذلك تم استدعائي للحصول على عينة حية. اثناء أخذ العينة الحية حاولت أن أفكر إيجابيا على الرغم من أنني كنت أعرف أن هذا أمر مختلف عما سبق.
كنت أحاول أن أكون قويا أمام الآخرين، ولكن عندما أذهب إلى البيت أشعر بأن العالم كله قد انهار علي الآن . كل ما كان يدور في ذهني ماذا سيحدث لأطفالي؟ لا يزالوا صغارا. أكبرهم عمره 9 سنوات وأصغرهم عمره 18 شهرا في ذلك الوقت. على الرغم من أن نتيجة العينة الحية لم تكن قد ظهرت بعد، كنت أعرف في داخلي أنها ستكون إيجابية. حينها قلت لنفسي أنه علي التحضير للنتيجة النهائية.
كانت نتيجة العينة الحية ستستغرق أسبوعين، لذلك عدت إلى الفلبين لكي أكون مع عائلتي. لسوء الحظ، اثناء وجودي في المنزل، حصل التهاب في صدري. رأيت طبيبا أعطاني بعض المضادات الحيوية ولكن العلاج لم يساعد، واستمر الاإتهاب . في نهاية الأسبوع الثاني مع عائلتي، رجعت إلى المملكة العربية السعودية.
في نفس اليوم الذي رجعت فيه ذهبت مباشرة إلى الطوارئ مع أصدقائي لأن الثدي أصبحت متورما. أدخلت الى المستشفى وقيل لي ان لدي التهاب في النسيج الخلوي، وهو أمر نادر الحدوث في هذا النوع من الحالات. أعطيت المزيد من المضادات الحيوية وخضعت لعملية صرف لخراج في الثدي. لم يكن هناك صديد، ولكن كان هناك بعض النخر. بعد بضعة أيام، ذهبت إلى البيت للتعافي، ولكن التهاب النسيج الخلوي لم يشف جيدا، ولم يكن في الامكان المضي قدما في جراحة الثدي المخطط لها.
في الوقت نفسه، أكدت نتيجة الخزعة وجود سرطان. وفقا لما قاله طبيبي، لم يكن من الممكن إجراء العملية لأن الجلد لم يكن سليما، وإذا اجريت العملية قد يحدث شيئا أسوأ. بعد التشاور مع أحد أخصائيي الأورام، كنت قد بدأت في العلاج الكيميائي، والذي من شأنه أن يساعد على شفاء التهاب النسيج الخلوي والسيطرة على السرطان. في الوقت نفسه، حصل التهاب آخر وتم تنويمي في المستشفى مرة أخرى.
تابعت علاجي، وبعد ثماني دورات من العلاج الكيميائي، كان من المقرر أن أجري عمليتي. خضعت لعملية استئصال ثدي مزدوجة، ثم علاج إشعاعي، ثم العلاج بهيرسبتين لمدة سنة واحدة.
الآن، أنا رسميا ناجية من سرطان الثدي !
أستطيع أن أقول هذا بعد أن واجهت كل هذه الصعوبات ، وأشكر أصدقائي الذين كانوا دائما هناك بجانبي، واشكر عائلتي الذين ساندوني على الرغم من بعدهم عني.
طوال الوقت الذي كنت أخضع فيه للجراحة والعلاج لم أخبر ابني الأكبر ولم أكن أريد له أن يكون مكتئبا وقلقا علي. عندما رجعت إلى البيت بعد آخر علاج لي، تحدثت إليه وأخبرته بكل شيء.
غريس مشن